كانت اخر فتره من حياتى عباره عن مزيج من الوحده وخيانة اقرب الناس لى فكانت الحياة بلا فائدة عندى .... بالكاد استطيع عد المواقف التى افرحتنى فلم يكن هناك هدف يجعلنى متلهف للحياة ...... كانت عادتى ان اقف امام البحر شاكى له ما بى من الآلام فقد كان الصديق الوحيد الذى لم يكشف لى سرا فتمنيت امنيه فى اخر لقاء بيننا ... فذهبت الى البيت متأخرا ونمت مرهقا داعى ان يكون هذا اخر ايام عذابى فى الدنيا .....
استقظت على دمعه سقط على جبهتى فرايت امى تحضننى وهى تبكى .... كان يصعب على الشعور بجسدى .... حولت التحدث معها حتى اعرف ما بها ولكنها لم تستطع سماعى ... حولت الصراخ فلم تسمع شىء ... فقمت حتى تراى انى بخير .... فرايت ان جسدى لا يزل بين يديها ... رايت ابى واقف بجوارى قائلا "انظر .... انت الان روح بلا جسد ..... سوف انتظرك هناك" ... فعرفت انا امنيتى قد تحققت لقد حدث ما أريد.
فلم استطع النطق بشىء و كادت عينى تدمع ... فجلست بجوار امى قائلا لها "انا اسف يا امى .... لم اتخيل ان امنيتى ستتحقق .. كنت اعيش أيام لا يحسد عليها احد .. ولكنى لم افكر ما الذى سوف يحدث لكى بسببى ... ولكن قد حدث قضاء الله"..... دخل اخوتى حتى يخرجوا امى فكانت تبكى صارخةً.
فبعد غسلى ... وبعد وضعى فى الكفن الابيض ... اخذونى حتى يصلوا على...
كان اول مره لى اعرف شعور كل واحد نحوى ... فقد كان المسجد ممتلاء وكان منهم من يدعوا لى بالرحمه والجنه ومنهم من يدعوا بالرحمه وهو يكذب على قلبه و منهم من لم يستطع التوقف عن البكاء ... فعرفت من كان يتعامل معى بصدق ومن يتعامل معى بنفاق .... وعندما ذهبوا الى المدافن و وضعونى فى التراب و الشيخ يقول ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )وعندما وضعوا التراب على ..
استقظت من النوم مذعوراً فرايت امى بجوارى وهى تضع الكمادات لى وتقول "كانت درجة حرارتك مرتفعه طوال اليل .... ولا تخف انى بجوارك".... فعلمت ان مهما كان عندى من هموم وكنت لا اريد بالعيش فهناك من يرعانى و يهتم بى....