Copyright © Nabil El-Nour
Design by Nabil.H
Friday, January 18, 2013

مذكرات طفولة





منذ ما يقارب العقدين على اطراف إحدى المدن الصغيرة فى أحدى البلدان. هناك منزل كبير يعيش فيه أطفال صغار لم يتجاوز عمرهم عشر سنوات كانوا سبعة "اولاد" وست "فتيات" ورجل وزوجتة فقد كان هذا البيت الكبير دار للأيتام كانت تديره العمة "رضا" مع زوجها عم "علم". من أول نظرة إلى العمة تلحظ أنها, غليظة القلب, لم يستقر في قلبها من الرحمة أو الشفقه. وتجدها سمينة ولكنها ليست بضخمة لقد كانت قصيرة القامة. وكان وجهها مليء بالتجاعيد بسبب تقدمها فى العمر. حين تتلاطم خطوط العجز, حين يغضبها أحد الأولاد الأبرياء. كانت تبدو لنا كالوحش المتهجم, ترى الأمتعاض بين عيناها. كانت تجعلنا نخاف منها دائما لانها كانت تعتقد إن جعلت الاطفال يعتادون عليها فانهم سوف يتمادون فى ذالك ولم يطيعوا لها أمرا ولكن زوجها العم "علم" يختلف عنها فى جميع المقايس فقد كان طيب القلب وكان لم يتجاوز عمره الخمسين عام ولكنه يحب اللعب معنا فى باحة المنزل كان يحب ان يلعب الغميضدة نخطبئ منه ويجري خلفنا فاذا جاءت زوجة العمة "رضا" فيتظاهر انه يجرى خلفنا ليضربنا, فقد كان يخشى شرها وقسوتها.

كان العيش صعب جدا مع العمة "رضا" لانها كانت تجعلنا تقوم بمسح النوافد و مسح الارض, وغسل الاطباق و تنظيف مدخنة المنزل كل يوم. وبلا كلل او ملل واذا اعترض احد منا كانت تحبسه فى القبو وحده لساعات. ولم تفرق يوما بين ولد وفتاة, صغيراً او كبيراً. أستطيع أن اتذكر فى احد الايام كان احد إخواتى تغسل الاطباق فكانت ترتكز على كرسى صغير من الخشب حتى تستطيع غسل الاطباق فالتوى كاحلها فوقعت على الارض فكسرة طبق قد جرح يديها فدخلة العمة "رضا" وعليها بنظرة خالية من الشفقة, تجاه تلك المسكينة المجروحة. فأخذتها من يدها المجروحة ووضعة عليها الضمادة بلا ذرة من التعاطف. ونزلت بها الى القبور والطفلة تبكى متوسلة إليها بالسماح والغفران. و لكن هيهات أن ترق لها العمة "رضا". لم تلتفت اليها وادخلتها بالقبو لمدة اسبوعان ولكناه كانت تجعل عم "علم" ينزل ليعطيها الطعام كان طبق من الخضروات مع عصير الجزر ولكنه كان يختلس بعد الحلو حتى يعطيه لها وبعد مرور الاسبوعان اتفقت مع "يحى"و "معتز"و"عمر"ان نتقم لاختنا فاتفقنا على يقوم "يحيى" بركل الكره ليكسر نافذة غرفة العمة وان يطلق "عمر"و"معتز" صراح الدجاج و الماعز حتى تستيقظ مزعورة مسرعة فتتعسر فى البلى الذى وضعته فتنزلق من اعلى السلم فيطلب ممها الطبيب الا تتحرك من الفراش لمدة شهرا بسبب كسر فى قدمها فانتشرت الفرحة بيننا.

يتابع.......















Friday, January 11, 2013

طريق مبتل




فى يوم من أيام الشتاء فى السادسة مساءاً خرجة من احد الدروس أرت الذهب و السير تحت الامطار اخذت اسير فى الطرق متفادى البحار الناتجة من يومين متتالين من هطول الأمطار الى ان وصلت الى طريق البحر و نظرة اليه حتى سحرنى المنظر  كانت السماء لم تهدا من المطر ولم يكل البرق من  أضاءة السماء وكانت أمواج البحر حين ذاك  كالثيران الهائجة نطاحة كل ما أمامها فكانت الامواج تعلوا ناطحة الصخرو فتصدر صوت كأن الصخر تحاول مقاومة الضربة و لكنه تعجز عن ذلك صارخا من منها.


لم اكن اشعر بالبرد لانى مرتدى ملابس ثقلة حامل حقبتى على ظهرى ولكن لم يسلم وجهى من الهواء فقد كان قويا وشديد البرده واكنى استمريت فى السير على طول الطريق البحر على يسارى و السيارات على يمينى فكان صوت سير السيارات على الطرق المبتلة وصوت الأمواج وهى ترطتم بالصخور وهطول الأمطار بدا كمقطوعه موسيقيه رائعه فيصفق لها الرعد فيهديها المزيد من الامطار فاخذت الامطار بالهطول بغزاره فأسرعت محتميا من الامطار تحت احد المظلات على طول الطريق فجلست على مقعد استدفئ فرأيت قطة ترتعش من البرد حولت العثور على شيىء فى حقيبتى حتى اعطه لها فعثرة على قطعه من الجبن فاعطيتها اياها وعندما اكلتها قفزت حتى تجلس على قدمى نائمه تحاول الاستدفئ.

عندما نظرة حولى عرفت انى ليس الوحد الذى يحتمى من الأمطار فقد كان اثنان يجلسان على مقعد خلفى كان يبدو عليهم انهم حبيبان كانت تبدو عليهم الفرحه يتحدثان و هم ناظرين الى البحر و عندما نظرت الى جهه الاخرى كان هناك شبان  تكاد الفرحه تنطق من وجوههم فقد كانوا يتبادلون الصور تحت المطر لم يكن هناك اشخاص سواهم باستثناء احد يمر مسرعاً من المطر يحاول الاحتماء من المطر ثم يخرج مره اخره مسرعاً حتى يكمل طريقه كانوا ينظرون الى نظره استغراب كانهم يحاولون قول "ما الذى اتى بك الى هنا فى هذا الوقت وهذا الجو"  كنت احاول تجاهلهم و الاستمتاع بالاصوات التى حولى فاخذنى النوم. 


 الى ان استيقظت القطة ونزلت لتذهب فرأيت ان الامطار توقفة قليلا فقد كانت الساعه التاسعة  فذهبت اسير فى الطريق كما اتيت وعند وصولى الى البيت اخذت الامطار تهطل بغزاره وتبرق السماء وكان البيت يهتز من صوت الرعد فحمدت الله على سلامتى و اسرعت على سريرى نائما فكم كان اليوم باردا ......