Copyright © Nabil El-Nour
Design by Nabil.H
Sunday, August 4, 2013

فالتؤمن بذاتك



 فاضت الهموم بى, فنزلت من البيت فلم أجد أحدا فى الطرق, كانت مظلمة, بارده, صامت لدرجة تثير الجنون, أخذت اسير فى الطريق فلم أجد له نهاية, فختفة المبانى و الأشجار أختفى كل شيء لا أرى شيء سوا المظلمة , ظلمة قاحلة.
 حتى اصبحت جزى منى و أنا جزى منها , وتسرب الخوف بداخلى, حولت المقاومة ولكنى لم اقدر, فاستسلمت لها.

 دفن الحلم , و قتل الأمل بداخلى و زرع الحوف و ظلمة, أخذت اجرى كالمجنون فى كل مكان باحث عن مخرج أو نقطة نور او نهاية لطريق يخرجنى مما انا فيه من خوف و يأس.

رأيت بقعة ضوء من بعيد تقترب منى ,عندما اقتربت علمت انها فراشة صغيرة بيضاء, تدور حولى ثم تذهب كأنها توريدنى اللحاق بها, سرت خلفها طوياً, والغريب ان عندما تطير الفراشة تنير كل ما خلفها ضوء و خضره و سماء زرقاء و عصفير حتى محت الظلمة ببستان جميل.

 كان هناك رجل كبير السن, تظهر عليه الحكمة, يستند على دوحة كبير فى وسط البستان, جلست أمامه فقال لى ما بك حكيت له ما حدث فقال أعرف ما بك انك قد ضليت طريق سعادتك, تظن ان السعاده هى الخلو من الالم,  و ان التعاسه هى الخلو من الفرحة وانما السعادة تماماً كأصابع البيانو: ابيض و اسود و نحيل و غليظ و صارخ و هامس و البراعة هى ان تجعل من كل ذلك لحناً عذب جميل, فلا تستسلم لليأس والخوف الذى بدخلك عليك ان تؤمن دائما الضوء الأمل بدخلك.

إن الفراشة التى جلبتك الى هنا هذه هى الأمل, لم يموت بدخلك انما أختبى خلف الظلال, أن الأمل لا يموت إلا بموت الجسد , أستمع للصوت الذى قلبك ليدلك للطريق, انت من تسخر الأشياء من أجلك وليست الأشياء هى التى تسخرك, عليك ان تتعلم منى فانا الزمان لقد عشت كثيرا و عرفت كثيرا و مررت بمثلك الكثير.

فالتؤمن بذاتك.