Copyright © Nabil El-Nour
Design by Nabil.H
Thursday, February 28, 2013

مذكرات طفولة #2



ما حدث للعمه "رضا" ليس بسبب ما فعلته بأختنا الصغيرة فقط كلا بل كان هذا نتيجة من تراكم الضغوط و القسوة التى تتعامل بها معنا وعندما سمحت لنا الفرصة لم نتردد فى الانتقام منها ربما كانت الضغوط سبب تدفعنا لفعل هذا. 

لم اكن اشعر بالفرحة التى انتشرت فى الدار عند مرض العمه لا اعرف لماذا ؟!, لم اكن اريد ان تتأذى العمه الى هذا الحد فقط كنت اريد ان تعرف اننا لسنا لديها كجماد ولا كالماعز او الفراخ التى تربيها بل اطفال صغار لدينا مشاعر لا يمكن اهملها, و كنت اشعر ان  العمه تخفى وجه طيب القلب خلف قناع القسوة و الغضب,  لا اعرف لماذا ؟!

بعد مرض العمه لم نترك العمل فى المنزل ولكن هذه المره ليس بضغط من احد, وباضافة لهذا كنت دائما اذهب الى غرفة العمه "رضا" لكى احضر لها طعام الفطور والغداء اما العشاء كان عم "علم" ياخده معه بعد عناء اليوم و يلجس معها قليلاً, وفى احد الايام صباحا اخذت الفطور و ذهبت الى غرفتها طرقت الباب ثم دخلت رايتها تنظر على السماء وهى مستقلاه وكانت هناك بعض من الدموع على وجهها وعندما علمت بمجيئي مسحة دموعها وتظاهرة انها لم تكن تبكى وقالت لى
"يمكنك ان تضع الطعام هنا" وضعت الطعام على طاوله يجوار السرير
 ثم سالتها "هل هناك شيء ازعاجك ولما كان هناك دموع في عينك؟!"
قالت وهى تمسح عينها
"لا يوجد شيء اظن ان هناك ذرة غبار دخلت على عينى" لم اصدقها
 "حسنا, هل تريدى شيء ما؟" اجابة "لا شكراً لك"

استدرت لكى اخرج من الغرفه ثم قالت
"لماذا ؟! - لماذا تساعدنى ؟!  لماذا تساعدنى رغم قسوتى لك وللاخرين ؟! " لم استطع الرد سكت للحظات
 "لا اعرف لما انا افعل هذا و لكن ما اعرفه ان هناك شخص طيب القلب خلف قناع القسوة" لم تقل شيء بعد هذا ثم خرجت من الغرفه من دون التفوه باى كلمه اخرى

لم اصدق ما قالته العمه واشعر ان هناك شيء تخفيه، لم اهتم بالامر حينذاك الا بعد مرور يومان بعد العشاء كنت مار امام غرفتها كانت تتحدث مع عم "علم" لم اكن اريد التصنت عليهم ولكن حديثهم جعلنى استمع لهم 

-"أراى انك تنزعجى عندما يحضر لكى الطعام"
-"كلا, لا اعرف, ولكن عندما أرى هذا الفتى يذكرنى ببرائتى عندما كنت طفله"
-"هذه اول مره تتحدثى عن طفولتك من زمن طويل, رغم انك لم تكونى تحبى الحديث عنها"
-"اشعر ان التاريخ يسترجع نفسه ....."
سمعت اقدام احد يقترب فنزلت مسرعاً من دون ان يرانى احد, لم اسطتع النوم اخذت افكر ما هو الذى يعيده التاريخ ولماذا لم ترغب التحدث عن طفولتها, هل هذا سبب دموعها التى رأيتها عندما كنت احضر لها الطعام اخذت الافكار تدور فى عقلي بلا اجابات ؟!

فى صباح اليوم التالى طلبت التحدث مع العم "علم" اخبرته عما حدث بالأمس وما يدور برأسى، حكى لى قصة العمة "رضا" منذ ان كانت صغيره عندما توفت ولدتها وهى بالخمسة وعاشت مع زوجة ابيها التى كانت تعاملها بقسوة و بدون رحمة وعند مرضها كانت تحاول مساعدتها ولكنها بعد شفائها لم يرق قلبها من نحيتها وعندما رأتنى اساعدها وهى مريضة تذكرت زوجة ابيها ومعاملتها القسية لها رغم انها لا تحب تذكرها

عرفت الان ما هو السر التى كانت تخفيه العمة "رضا" عنا، اتفقت مع اخوتى ان نقدم اعتزار للعمه، ذهبنا ايها جمعياً و معنا باقة من الزهور التى تحبها تعلمنا ذلك من العم "علم"- ودخلنا جمعيا مره واحد وقلنا لها اننا اسفين عما فعلناه و نعتزر لها ابتسمت العمه وهذه اول ابتسامه ارها على وجه العمه منذ ان عرفتها و قالت لنا انها متاسفه عما صدر منها من ازعاجنا اوان كانت التعامل معنا بقسوه

ماضى اسبوع وتعافة العمه تماماً وتغيرت معامله العمه تمام ايضا اصبحت الحياه فى الدار من دون اي مشاكل كما لو كانت الحياة مثالية كما التى نشاهدها فى التلفاز.













0 comments:

Post a Comment